يفسر خالد تمسماني، الخبير الدولي في المناخ والطاقات المتجددة، تغير المنظومة المائية خلال هذا العام بالتغيرات المناخية التي يمر منها المغرب، مشيرا إلى أن هذه التغيرات ليست هي الأولى من نوعها، فقد سبق للمغرب أن عاش حالات مشابهة خلال السنوات السابقة.
تغيرات مناخية غير مسبوقة
غير أن المشكل، حسب المتحدث ذاته، يبرز في أن هذه التغيرات المناخية أصبحت أصعب من ذي قبل، وصارت مصحوبة إما بالفيضانات أو بالجفاف، وأصبح 90 في المائة من هذه المظاهر القصوى يصيب المغرب خلال كل سنة إلى سنتين، مشددا على أن وتيرة هذه التغيرات أصبحت جد مرتفعة بفعل الاحتباس الحراري.
وأبرز أنه من انعكاسات هذه التغيرات، التي يمر منها المغرب، خلال هذا العام، قلة المخزون الباطني للمياه، حيث صارت 90 في المائة من الموارد المائية، حاليا، سطحية، في حين أن العشرة في المائة المتبقية هي مياه جوفية، ومعرضة للانقطاع، الأمر الذي يستدعي أخذه بعين الاعتبار، بالحفاظ عليها.
ولمواجهة هذه التغيرات، ينبغي على المغرب تبني سلسلة من السياسات الخضراء للحفاظ على موارده الطبيعية، وزيادة قدرة الزراعة على مجابهة هذه التغيرات، من خلال التكيف مع تغير المناخ.
وصارت هذه التغيرات، بحسب تمسماني، تفرض على المغرب تغيير سياسته ومخططه الفلاحي للتأقلم معها، من خلال اعتماد الفلاحة الذكية، التي تراعي مجموعة من الاعتبارات التي عندها علاقة بهذه المتغيرات.
كيف يمكن التأقلم مع هذا الوضع؟
ويرى المتحدث ذاته أنه ينبغي أن تراعي هذه المنظومة نوعية التربة ونوعية الفلاحة التي سيتم اعتمادها، والبذور التي ينبغي أن تقاوم ندرة المياه وملوحة التربة، مشيرا إلى أن هذه التغيرات ينبغي التأقلم معها من خلال حسن تدبير الموارد المائية.
ويؤكد الخبير المناخي، أيضا، أن هذا المخطط الجديد ينبغي أن يراعي الفلاحة المستدامة، مع تجنب المزروعات التي تستهلك الفرشة المائية، مثل زراعة البطيخ والحوامض، التي تستهلك كثيرا من الماء.
وإلى جانب هذه المنظومة، يعتبر أن السقي بالتنقيط يعد من أحسن التقنيات التي يمكن استعمالها في الفلاحة، والأقل تكلفة من ناحية استهلاك الماء، بعدما صارت قلة المياه تفرض إيجاد حلول تساعد في تجاوز ندرة المياه.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، صرح خلال الندوة الصحفية، التي انعقدت يوم الخميس 03 فبراير، أن الحكومة تشتغل على إطلاق وحدات تحلية المياه، مثل وحدة مدينة الدار البيضاء ووحدة الداخلة وأكادير، حيث تراهن على هذه الوحدات على تدبير الموارد المائية في ظل هذا الوضع.