يعيش مزارعو العالم القروي مشاكل عويصة بسبب أزمة الجفاف التي خيمت بظلالها على الموسم الفلاحي لهذه السنة، في ظل ضعف التساقطات المطرية المسجلة خلال الأشهر الفائتة؛ ما يهدد محاصيلهم الزراعية التي يعتمد عليها سكان المناطق الجبلية لكسب قوت العيش اليومي.
عمر أوزياد، فاعل مدني في المجال الفلاحي بأزيلال، قال إن “العديد من القرويين اضطروا إلى بيع مواشيهم بفعل ندرة الأمطار التي أثرت بالسلب على الإنتاج الزراعي”، لافتا إلى أن “الدولة مطالبة بالتدخل لدعم هذه الفئة الاجتماعية التي تضررت من تداعيات الجائحة”.
وأثّر تأخر التساقطات المطرية وشحها بشكل كبير على المخزون المائي للسدود المخصصة لأغراض فلاحية. كما أثّر هذا التأخر على النشاط الفلاحي برسم الموسم الحالي، إذ سجل العجز في التساقطات 61 في المائة، مقارنة مع سنة فلاحية عادية.
وفي هذا السياق، أورد أوزياد، في تصريح، أن “شح الأمطار كبد الفلاحين خسائر مادية كبيرة؛ وهو ما أدى إلى غلاء أسعار الأعلاف، مما سينعكس بالتأكيد على أثمنة الأغنام في عيد الأضحى”.
وتعاني السدود الموجهة إلى السقي الفلاحي من تناقص كبير في مخزونها المائي، إذ لا تتعدى نسبة ملئها 32 في المائة كمعدل عام؛ لكن باستثناء الغرب واللوكوس، فإن معدل ملء باقي السدود لا يتعدى 12 في المائة، وفق معطيات سابقة صادرة عن وزارة الفلاحة خلال أواخر العام الماضي.
وبلغت مساحة الأراضي المزروعة منذ انطلاق الموسم الفلاحي الفائت 3.7 ملايين هكتار؛ من بينها 3.14 مليون هكتار من الحبوب، بينما وصلت مساحة الزراعات المسقية إلى 100 ألف هكتار هي التي ستمكن من تموين السوق المغربية في الموسم الحالي.