دق الاتحاد الأوروبي ناقوس الخطر بشأن “المصابيح الفلورية”، مبرزا أنها تحوي “الزئبق” الذي يعد من أكثر المواد السامة التي تحذر منها منظمة الصحة، ناهيك عن استهلاكها للطاقة بشكل كبير.
وفي الوقت الذي يتجه فيه الاتحاد الأوروبي إلى منع تداول هذه المصابيح، فإن استعمالها في المغرب ما يزال متاحا، وسط تنديد جمعيات حقوق المستهلك بذلك بسبب “الخطر الذي تشكله على الصحة”.
وقال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إن الأخيرة سبق أن نددت باستعمال هذه المصابيح قبل أربع سنوات، وطالبت بتقنين استيرادها وتسويقها بشكل عام.
وأضاف الخراطي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الأمر يتعلق بمصابيح تحتوي على الزئبق، وهو مادة خطيرة جدا ويمكن اعتبارها مسرطنة، وتعرض المواطن لهذا الزئبق وارد جدا”.
وأكد المتحدث أن المصابيح التي تدخل المغرب غير خاضعة لمراقبة المطابقة، موردا أن “المنتجات التي تخضع للمطابقة يسري عليها القانون 24.09 المتعلق بسلامة المنتوجات، وبالتالي تخضع لاختبارات للتأكد من عدم تأثيرها على الصحة، وهو ما يضمن سلامة المواطنين”، معتبرا أن “ما يجري حاليا في السوق، فوضى عارمة”.
ومنع الاتحاد الأوروبي استعمال “المصابيح الفلورية” ابتداء من 2023 مع عدم حظر إنتاجها، وهو ما يطرح تساؤلات حول أماكن تسويق هذه المنتجات؛ إذ سيستمر في تصديرها خارج حدود القارة.
واعتمد الاتحاد ضمن قرار المنع على المعاهدة الدولية التي تم تبنيها عام 2013، والتي تؤكد ضرورة القضاء التدريجي على استخدام الزئبق، خاصة في المنتجات الاستهلاكية. وتعتبر منظمة الصحة العالمية “الزئبق فائق السمية”، وهو أحد المواد الكيميائية العشر التي تصنف “مقلقة للغاية”.
وحسب المنظمة، فإن “التعرض للزئبق حتى بجرعات منخفضة للغاية، يمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية على الجهاز العصبي، وخاصة لدى الأطفال”.
وتحتوي المصابيح الفلورية على ما بين 3 و10 مليغرام من الزئبق الذي يمكن تسربه في حالة الكسر، وتكون إدارته معقدة للغاية.
وحسب ما نقلته “أوروبا بريس”، فإن استنشاق كميات كبيرة من الزئبق يمكن أن يؤدي إلى التهاب الرئتين وتلف الكلى والتهاب المعدة والأمعاء والأرق والرعشة. ويمكن أن يؤدي ابتلاع كمية كبيرة من الزئبق إلى الوفاة، وقد يؤدي التعرض لكميات أقل منه على مدى فترة طويلة إلى الإضرار بالصحة.
وقالت “أوروبا بريس”: “عندما ينكسر المصباح الفلوري يمكن لبخار الزئبق المنبعث في هواء الغرفة أن يصل لفترة وجيزة إلى تركيزات عالية. ومع ذلك، فإن البخار يتحول بسرعة إلى قطرات يمكن أن تلتصق بالأسطح أو جزيئات الغبار لبعض الوقت، خاصة إذا لم تكن الغرفة جيدة التهوية أو نظيفة تمامًا. وبالتالي، يمكن للأشخاص الموجودين في الغرفة استنشاق الزئبق أو ابتلاعه”.