كما هو الحال في كل شهر رمضان 2022، يتزايد الطلب على باقات العمرة في المغرب، ولكن هذه السنة، يواجه المتخلفون عن أداء العمرة ارتفاعا ملحوظا في الأسعار إلى جانب محدودية العرض في مقاعد الطائرات.
وفي هذا السياق، فإن عروض العمرة التي أطلقتها وكالات الأسفار، خلال هذه الفترة، تبرز في أغلب الأسعار أنها تتجاوز 20 ألف درهم بالنسبة للعروض الأساسية، وهو ما يثني العديد من المغاربة عن التوجه إلى الأماكن المقدسة، بسبب ضعف الإمكانيات.
كما يلقي هذا الوضع بثقله على مالية وكالات الأسفار، التي كانت تتوقع انتعاشا قويا في نشاطها خلال الشهر الفضيل، نظرا لثقل منتج العمرة، وهو أمر مربح لمنظمي الرحلات السياحية في الأوقات العادية.
وحسب المهنيين، فإن الارتفاع الكبير في تكلفة العمرة يرجع أساسا إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران مع محدودية عدد المقاعد، وعدم القدرة على تلبية الطلب الذي يبلغ ذروته خلال الشهر المبارك.
وتنضاف إلى ذلك محدودية الطاقة الاستيعابية للإقامات بالمملكة العربية السعودية والتي شددت شروط الدخول إلى أراضيها، مع فرض مجموعة من القيود الصحية الجديدة.
وفي اتصال مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أشار فوزي الزمراني، منظم رحلات سياحية، إلى أنه من حيث الإمداد الجوي، “تمكنت شركتان كبيرتان فقط من المساهمة بمقاعد للعمرة، في هذه الحالة، الخطوط الملكية المغربية والخطوط الجوية السعودية”.
وأضاف أن هذا النقص في عدد المقاعد تسبب في ارتفاع أسعار تذاكر الطيران التي ارتفعت إلى حوالي 12 ألف و 500 درهم للرحلة ذهابا وإيابا.
وأوضح السيد الزمراني أن الإقامة تطرح إشكاليات، حيث أن وكالات الأسفار مطالبة بالولوج إلى منصة مخصصة للحجز، ومع ذلك فإن العرض المحدود للفنادق بالمملكة العربية السعودية المخصص للمعتمرين يقترن أيضا بزيادة في الأسعار المفروضة، مشيرا إلى أن مدة التأشيرة المحددة في 30 يوما قد تدفع أيضا العديد من المغاربة إلى إلغاء رحلة العمرة.
من جهة أخرى، ذكر السيد الزمراني بوضعية المواطنين المغاربة الذين حجزوا باقة عمرة سنة 2019 ولم يتمكنوا من القيام بالرحلة، بعد انتشار الأزمة الصحية لـكوفيد -19، مشيرا إلى أن وكالات الأسفار التي تربطها التزامات مع زبنائها ستعطي الأولوية لهذه الفئة.
ولمعالجة هذا الوضع، دعا السيد الزمراني إلى أداء مناسك العمرة طيلة السنة حتى يتمكن الزبناء من الاستفادة من أسعار مميزة. معتبرا أنه من الضروري تنويع منتجات منظمي الرحلات السياحية وانفتاحهم على قطاعات جديدة مثل السياحة الثقافية.
بعد أن أضعفتها فترة طويلة من الخمول على خلفية تدابير الحجر والقيود الصحية، ترى وكالات الأسفار أن وضعها أصبح أكثر تعقيدا، في غياب فرص حقيقية خلال هذه الفترة.
بعد حرمانهم من أداء مناسك العمرة بسبب القيود الصحية، يرى العديد من المغاربة أن حلمهم بأداء العمرة يتلاشى، هذه المرة، بسبب أن الأسعار ليست في المتناول.