الرباط تيفي – و.م.ع
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أمس الثلاثاء، حفل تأبين لروح الأستاذ والناقد الراحل محمد مفتاح، في الذكرى الأربعينية لوفاته، تم خلاله تسليط الضوء على المسار الأكاديمي والأدبي للراحل، الذي كان “واحدا من الوجوه البارزة في الحقلين الأدبي والنقدي في المغرب والعالم العربي”.
وعرف الحفل، الذي نظمته شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب، حضور أفراد من عائلة الفقيد، إضافة إلى مجموعة من الكتاب والباحثين والأكاديميين المغاربة.
وأوضح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، جمال الدين الهاني، في كلمة بالمناسبة، مكانة الفقيد مفتاح، الذي كان من صفوة المفكرين والنقاد في الميدان الأدبي والسيميائي.
وأضاف الهاني أن المفكر الراحل ترك بصمته في حقل آليات تأويل وتحليل الخطاب في الساحة الفكرية والنقدية الأدبية، سواء داخل المغرب أو في العالم العربي، مذكرا بمقالاته العلمية في مجال الدراسات النظرية والتطبيقية التي نشرت في العديد من المجلات المغربية والعربية.
وفي كلمة مماثلة، توقف رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، محمد السيدي، عند تجربة التدريس الأكاديمي لمفتاح حين كان أستاذا في الدراسات السيميائية والشعرية في الكلية، إلى جانب أساتذة ومفكرين كبار، مثل محمد عابد الجابري وعبد الله العروي.
من جهته، نوه رئيس اتحاد كتاب المغرب، عبد الرحيم العلام، بالسيرة المهنية للراحل التي كانت زاخرة بالإنجازات العلمية والفكرية المميزة في ميادين شتى، منها ميكانيزمات تحليل الخطاب الشعري القديم والحديث، وسيميائيات الشعر القديم.
يذكر أن الناقد محمد مفتاح توفي في مارس الماضي عن سن ناهز 80 سنة، بعد وعكة صحية ألمت به.
وحصل مفتاح على الإجازة في الأدب العربي عام 1966، وعلى شهادتي الدراسات اللغوية والأدبية المقارنة والكفاءة في التربية وعلم النفس عام 1967، ثم على دكتوراه السلك الثالث عام 1974، ودكتوراه الدولة في الآداب عام 1981. وصدرت للراحل العديد من المؤلفات، داخل المغرب وخارجه، من ضمنها “في سيمياء الشعر القديم”، “دينامية النص”، “مجهول البيان”، “التلقي والتأويل”، “التشابه والاختلاف”، “الخطاب الصوفي مقاربة وظيفية”، “تحليل الخطاب الشعري”، “رؤيا التماثل”، “مشكاة المفاهيم”، “المعنى والدلالة”.
كما حصل محمد مفتاح على العديد من الجوائز التقديرية لإبداعه وإنجازاته الأدبية، مثل “جائزة المغرب للكتاب” عام 1995، و”جائزة المغرب الكبرى للكتاب في الآداب والفنون” عام 1987، وجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2011.