دخل النظام العسكري الجزائري النفق المظلم عقب القرار الإنتحاري المتعلق بوقف الصادرات و الواردات من إسبانيا.
و يؤكد القرار الإنتحاري للنظام العسكري الجزائري، عدم موثوقيته في علاقاته مع الدول، بسبب تصرفاته الطائشة وهو ما سيجعل دول الإتحاد الأوربية تتخذ قراراً تضامنياً مع مدريد، قد يصل حد تصنيف الجزائر نظاماً مارقاً على غرار النظام الإيراني.
وفيما عبرت مدريد عن أسفها من القرار الأحادي الجانب من طرف النظام العسكري الجزائري، فإن جنرالات النظام عمدت لإتخاذ قرار إبتزازي آخر بوقف الواردات والصادرات نحو ومن إسبانيا، وهو ما سيتسبب في فرض عقوبات على الجزائر بسبب تخلفها عن الوفاء بإلتزاماتها المالية والتجارية مع الشركات الإسبانية و الأجنبية بشكل عام.
في هذا السياق قال محمد بن طلحة الدكالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش:”أن الدينامية المتجددة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية والتحولات التي طرأت على مستوى التغيرات الجيوستراتيجية في المنطقة شكل صدمة كبرى عند حكام الحزائر وجعلهم يتخدون قرارات إنفعالية غير محسوبة العواقب والنتائج لعل آخرها القرار الجزائري بشأن التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة مع إسبانيا منذ اكتوبر 2002 نظرا لموقف مدريد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية”.
وتابع الدكالي:”هذا الموقف اصاب صانعي القرار الجزائري بالسعار وجعلهم يتخدون قرارات مبنية على ردود أفعال طائشة وأظهر للعالم أجمع أن حكام الجزائر هم المعنيون الأوائل بنزاع الصحراء وأن لهم رغبة حقيقية في عدم التوصل إلى حل سياسي ينهي فصول النزاع المفتعل وأنهم يحركون ميليشيات البوليساريو حسب رغباتهم وأهوائهم وأنهم يعتبرون الصحراء المغربية تدخل في إطار أمنهم الإستراتيجي كما صرحوا بذلك بعد أزمة الكركرات كما أن الجزائر أظهرت للعالم أجمع أطماعا توسعية في المنطقة وهي تسعى للهيمنة والإستقواء بفعل العائدات الريعية النفطية”.
وأكد المتحدث نفسه:”أن هذا الموقف الجزائري تجاه إسبانيا يضحض الإدعاءات المتكررة للنظام الجزائري الذي يردد دائما أنه لا دخل له في نزاع الصحراء ويرفض الجلوس أمام المغرب لتفاواض حول قضية الصحراء رغم أن الشغل الشاغل للديبلوماسية الجزائرية هو معاكسة المغرب والصحراء المغربية.”
واسترسل محمد بن طلحة الدكالي:”ونجد كذلك أن هذا الرد الجزائري ينم عن قصر نظر وضعف الرؤية الإستراتيجية ومن شأنه أن يدخل حكام الجزائر في العديد من المتاهات مستقبلا خاصة وأن إنتصار الموقف المغربي المتمكن في الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة المغربية أخد في التزايد وهو قرار يزيد حركية أ صبحت حاضرة وبكل قوة على المستوى الدولي مما سيؤدي بهم مستقبلا إلى عزلة إقليمية ودولية،وللتذكير أن العلاقة المغربية الإسبانية ليست ضد أي أحد وإنما هي علاقة إستراتيجية وواقعية تأتي لتطوير الشراكة والإستقرار بين البلدين كما أن موقف إسبانيا من الصحراء المغربية المتمثل في دعم مبادرة الحكم الذاتي يأتي منسجما مع رؤية مجلس الأمن الدولي والقوى الفاعلة على المستوى الدولي”