قال تقرير صادر عن المجلس العالمي لطاقة الرياح إن المغرب قادر على إنتاج أكثر من 17.3 أضعاف الطلب الحالي على الطاقة من الرياح البحرية العائمة وحدها.
وأبرز التقرير المعنون بـ”الرياح البحرية العائمة فرص عالمية للإمكانات الكبيرة لعروض الرياح البحرية العائمة للمغرب”، أن المملكة تتمتع بإمكانيات هائلة متمركزة في موقعين رئيسيين هما مضيق جبل طارق وساحل المحيط الأطلسي، مشيرا إلى أن العبور في المضيق يشكل عقبات تنموية نتيجة لازدحام حركة النقل فيه، إلا أن ساحل المحيط الأطلسي مهيأ للتنمية.
وقال المصدر ذاته إن ميناء أكادير يوفر قاعدة لوجستيكية بالإضافة إلى روابط شبكية، وسياسة المغرب وإمكانية إصدار التصاريح داعمة للتوسع في المنطقة، مشددا على أن القضية الأساسية تكمن في بناء شبكة قادرة على توزيع كميات كبيرة على مراكز التحميل في الشمال.
وأكد التقرير الدولي الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياح البحرية العائمة في تخفيض نسبة الاعتماد على الوقود الأحفوري، مثل الغاز والفحم والنفط، معتبرا هذه التكنولوجيا أساسية للجهات العالمية التي تطمح إلى تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050، على اعتبار أن المغرب يتمتع بقدرة توليد كافية للعب دور أساسي لتلبية هذه الطموحات.
ويهدف المغرب، وفقا لتقرير المجلس العالمي لطاقة الرياح، إلى تحقيق 52 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بعد أن تمكن من تحقيق هدفه السابق بنسبة 42 في المائة بفضل الرياح والطاقة المائية والطاقة الشمسية بشكل أساسي.
وأبرز التقرير أن زيادة سعة الرياح بمقدار 4.2 جيجاوات إضافية تكتسي أهمية كبيرة في تحقيق الهدف الجديد للدولة، منتقيا الرياح البحرية العائمة كمورد ضخم للمغرب لمساعدته في تحقيق هدفه في الوقت المحدد، وحتى تجاوزه.
وجاء في الوثيقة ذاتها: “وكما هو الحال في أسواق إيرلندا وإيطاليا والفلبين ودول الولايات المتحدة القائمة على ساحل المحيط الهادئ، من الممكن أن يساهم سوق المغرب في دفع ونمو الموجة التالية من الرياح العائمة”.
والدول الرائدة في هذا المجال حاليا هي المملكة المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية واليابان، لكن هناك إمكانية لدول أخرى للانضمام إلى الدول الرائدة وقيادة هذه التكنولوجيا الجديدة في سوق الرياح البحرية العائمة.
ووصف ماف سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة في وحدة الرياح البحرية العائمة التابعة للمجلس العالمي لطاقة الرياح، سوق المغرب بـ”البارز” في هذا المجال يجب مراقبته.
وأرجع ماف سميت الفضل في ذلك إلى موارد الرياح العائمة في المغرب والتزام الحكومة بالعمل المناخي والنمو المتجدد، مؤكدا أن الرياح البحرية العائمة قادرة على مساعدة المغرب على تقليل اعتماده على الدول الأخرى للحصول على الكهرباء والاستجابة للطلب المتزايد على الكهرباء.
من جانبه، قال هنريك ستيزدال، رئيس مجلس الإدارة في وحدة الرياح البحرية العائمة التابعة للمجلس العالمي لطاقة الرياح، إن الرياح البحرية العائمة وصلت إلى نقطة مثيرة في رحلتها، مضيفا أنه “بعد إثبات نجاح التكنولوجيا، نحتاج إلى تسريع عملية التسليم، والعمل مع البلدان الجديدة في مجال الرياح البحرية.”
وأضاف ستيزدال أن “الرياح البحرية العائمة قادرة على خلق كهرباء منخفضة الكربون وفرصًا اقتصادية”، مشددا على أن “هذا التقرير يحدد خمس دول حول العالم يمكنها التحرك بسرعة لتصبح رائدة في مجال الرياح البحرية العائمة، كما يظهر أنه مع توفر السياسات الصحيحة، يمكن للرياح البحرية العائمة أن تنطلق في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.”