تقرير للهاكا..235 مليون دولار لتمويل مواقع الأخبار الزائفة

ali mestassi
أخبار العالم
تقرير للهاكا..235 مليون دولار لتمويل مواقع الأخبار الزائفة

أفاد تقرير أصدرته الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري،أخيرا، حول الأخبار الزائفة، أن الأخبار الزائفة تعتمد على أشكال مختلفة كالمناورة، بمعنى أن معظم الإشاعات تنشأ من مقتطف أخبار صحيحة، لكن يتم تشويه هذه المعطيات شيئا فشيئا، بهدف تغيير مغزاها ومعناها، وغالبا ما تخفي هذه المناورة غاية أساسية وهدف واضح.

وتلعب العديد من المواقع على الإثارة، وتنشر هذه المواقع، المعروفة بمصانع النقرات أخبارا حقيقية، إلا أن تقديمها للخبر لا يتم إطلاقا في احترام أخلاقيات المهنة، بل تعتمد إختيارا واقتباس عناوين مثيرة وأكثر جلبا للإنتباه، حتى وإن كانت الحقيقة مشوهة، أو العنوان لا يتناسب مع مضمون المقال والخبر.

ورغم أن التحول الرقمي للإعلام والإتصال، أتاح الوصول إلى المعلومة بشكل سريع، كما أباح تعزيز حرية التعبير وتوسيع نطاق المشاركة والتفاعل والإبداع وال[بتكار، إلا أن الشخص يجد نفسه عرضة لخطاب الكراهية والممارسات الشنيعة، ويواجه العديد من الأخبار الزائفة أو الكاذبة.

تعتبر الشبكة الرقمية متجرا ضخما، يعرض داخله الصحيح والخاطئ في سلة واحدة.

وتسعى الأخبار الزائفة في الغالب، إلى التلاعب بالقارئ، إما لهدف سياسي أو اقتصادي أو تجاري قصدا.

دوافع صانعي الأخبار الزائفة

كشف تقرير صادر عن مؤشر التضليل العالمي، أن المبلغ الذي تصرفه الشركات المصنعة للعلامات التجارية لتمويل مواقع الأخبار الزائفة يبلغ 235 مليون دولار.

وفقا لتقرير خاص بموضوع التضليل الإعلامي حول وباء كورونا المستجد، يوضح المؤشر أن شركات الإعلانات مولت 56 موقعا ناطقا بالإسبانية لنشر الأخبار الزائفة في السنة الفارطة، بمبلغ يصل إلى 12 مليون دولار.

لا يتوقف الأمر عند الدافع الإقتصادي فقط، بل يتعداه لما هو سياسي وإنتخابي، فبما أن التضليل السياسي من شأنه إحداث تأثير مباشر على إختيارات المواطنين خلال الحملات الإنتخابية وتغيير مجريات عملية الإقتراع.

ونجد أن الأخبار الزائفة، تتصاعد خلال الحملات الانتخابية، لكن من الضروري دائما التأكد عبر آليات التحقق وتقصي الحقائق.

أشارت دراسة قام بها مجلس الرقابة والإشراف المستقل على منصة ”فايسبوك”، والمنظمة غير الحكومية المعنية بحماية البيئة ”Stop Funding Heat” إلى أن تناقل الأخبار الزائفة فيما يخص التغير المناخي يشكل مصدر إيرادات وربح على ”الفايسبوك”.

وتبين أن المنشورات المشككة في ظواهر تغيير المناخ، التي تروج لأخبار زائفة، تحصد مشاهدات عالية تتراوح ما بين 818 ألف 1.36 مليون، وتعد هذه النسبة 14 مرة أكبر من المعطيات الصادرة عن مركز علم المناخ.

قضية الطفل ريان بين الحقيقة والأخبار الزائفة 

كانت أكثر الأخبار الرائجة يوم الحادثة تدور حول نجاة الطفل ريان، كما أفادت العديد من الصحف أن ريان قد نجا من ظلمات البئر وأنه سالما معافى، بل تجاوزها البعض واختلق أكاذيب حول ما يعيشه الطفل داخل الحفرة، كقول البعض أنذاك أن ريان ”أكل الطعام، وتحدث مع أبويه”.

كما أن البعض، صرح أن السلطات قامت بمنع المتطوعين من تقديم المساعدة، في حين نشرت صحف أخرى تطوع بعض الشباب، ودقة عملية الإنقاذ التي كان يقوم بها عدة مسؤولين.

بل تجاوز البعض كل هذا، وذهب لموقع الحادثة بهدف الربح المادي والإثارة لزيادة المشاهدات والمتابعين، ما يعتبر هذا خرقا لقانون الصحافة وقيمه.

قواعد وأساليب تفكيك الأخبار الزائفة والتحقق منها 

يجب على الصحفي التأكد من الخبر قبل إعادة نشره، وذلك عبر التحقق من الشخص الناشر للمعلومة.

كما يجب التيقن من طبيعة الخبر، هل هو مثير للجدل، أم أنه مبني على وجهات نظر مختلفة، وكلما صعب الوصول للخبر وقراءته وفهمه، زاد احتمال أن يكون مشوها ومتلاعبا فيه.

ويتحتم على الصحفي، استخدام الذكاء الإصطناعي والتعلم الآلي، أي الإعتماد على الدراسات السلوكية وأدوات معالجة اللغة تلقائيا من أجل متابعة ورصد جميع الأخبار الزائفة والكشف عن الجرائم الإلكترونية، فضلا عن اللجوء لتدقيق الأخبار، أي استخدام التحقق الآني، عن طريق الشخصيات العمومية والخبراء في وسائل الإعلام.

في نفس السياق، يجب مقارنة الخبر فور تحديد المصدر، وذلك عن طريق الإطلاع على مصادر الأخبار الرسمية أو المعروفة، كوكالات الأنباء والصحف الإخبارية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.