خلقت التأويلات التي أطلقها الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي، حول قيام المغرب بتسليم دبابات من طراز 72-T، إلى أوكرانيا من أجل تدعيم قواتها، منطلقا لنشر شائعات حول وقوف المغرب ضد روسيا، وهو ما يمكن نفيه بالنظر لموقف المغرب “الواضح” من الحرب في أوكرانيا.
ويتعارض تأويل ليفي مع سعي المغرب في كل مناسبة للتأكيد على حياده من الحرب الدائرة في أوكرانيا، ورفضه الدائم للحلول العسكرية، كما يدعو بشكل متواصل لإيجاد حل سياسي بين الطرفين، الأخيرين اللذان حافظت معهما الرباط على مستوى العلاقات، أخرها الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وبالعودة إلى المصادر التي انطلق منها الكاتب الفرنسي ليفي، فإن تقرير “أفريكا أنتلجنس”، سبق له ان أثار الموضوع، غير أنه قد تمت الإشارة إلى تقديم المغرب لقطع غيار للولايات المتحدة ستقدم بشكل غير مباشر لدول حليفة، وليس كما تم الترويج له، بأن المغرب قدم دبابات لأوكرانيا”.
غير أن ليفي، المعروف بضلوعه في “أجندات سياسية”، تستهدف أساسا استقرار الدول التي تعارض بشكل أو بأخر مصالح فرنسا، كما هو الحال في فترة الربيع العربي، لم يكن وحده من قام بتأويل تقرير “أفريكا أنتلجنس”، بل سعت عديد من المنابر الجزائرية للترويج للخبر وذلك تزامنا مع اعتزام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة الرباط.
وسعى بشكل كبير موقع “مينادفنس” الجزائري، والمختص في الشؤون العسكرية، إلى الترويج من شائعات حصول أوكرانيا على دبابات مغربية من طراز سوفييتي، سبق وأن تحصلت عليها المملكة من قبل بيلاروسيا في تسعينيات القرن الماضي.
وتشكل زيارة لافروف مرحلة جديدة في تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة مع حفاظ الرباط على توازن مواقفها حيال الحرب، وهو ما يزيد من نفي شائعات تسليم المغرب دبابات لأوكرانيا، وهي الزيارة التي تحمل حسب مراقبين، طموحات روسية من أجل تعزيز التعاون مع إفريقيا خاصة مع المغرب.